الرأي – ٢٠١٢/٧/١٥
بقلم إبراهيم السواعير
ناشط رابطة الكتاب الأردنيين الأمين العام لتيار القدس فيها عضو المبادرة الوطنية الأردنية عضو المنتدى الاشتراكي الأردني، يقول إنّه بعد وفاة الراحل رجا عيسى العيسى صاحب جريدة فلسطين، يكون هو ومحمد حسنين هيكل آخر الأحياء من الرعيل الأول للصحافيين العرب في فلسطين والأردن وسوريا ومصر.
ففي لقاء حميم، بثّ الإعلامي مسلم بسيسو وزيرَ الثقافة د.صلاح جرار أشجان ذلك الزمان، مستعيداً أربعينات القرن الماضي، التي عمل فيها كاتباً ومراسلاً في غزّة لصحف الشعب ونداء الأرض بيافا، وصوت الشعب ببيت لحم، والوحدة بالقدس، وصحيفة السوادي في القاهرة بمصر.
تلك كانت انطلاقة حقيقية لبسيسو، الذي زاره جرار مطمئناً عليه، منصتاً إلى ذاكرة حديدية للمضيف المولود في العاشر من كانون الثاني في بيسان عام 1926، وهي ذاكرة أسعفته في استذكار إدموند روك وكنعان أبو خضرا، وسعود جميل وهاشم السبع، وعيسى البندك، وإسحق عبد السلام الحسيني، والمحامي محمد السوادي العضو البارز آنذاك في حزب الوفد المصري،.. وجميع هؤلاء تباعاً هم أصحاب تلك الصحف التي انطلق من خلالها بسيسو إلى هذا العالم الواسع الوسيع.
قال بسيسو، الذي يصرّ على تداول الصحف الثلاث مفضّلاً أدباء على أدباء وكتاباً على كتّاب، إنّه في أيّار 48 عمل مراسلاً حربيّاً في الجبهات الأردنية والعراقيّة والمصرية، كما كان أوّل من أذاع خبر مقتل الوسيط الدّولي المبعوث من الأمم المتحدة إلى فلسطين الكونت فولك برنادوت، مثلما كان أول صحافي يدخل مبنى وزارة الداخلية في القاهرة بعد ساعةٍ من مقتل رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمي النقراشي، بل شاهد جثمانه ممدداً أمام باب مصعد الوزارة لتحتفظ ذاكرته باالقاتل، الطالب في كليّة الطب البيطري بجامعة فؤاد الأوّل نهاية أربعينات ذلك القرن.
ذكرياتٌ منظّمة، وأحداث غنيّة، جعلت وزير الثقافة يستذكر لبرهة دراسته الأدب الأندلسي في جامعة لندن عام 1982 ، واشتغاله آنذاك بالترجمة والإعلام، فتنساب الجلسة حديثاً إعلامياً أدبيّاً أكاديميّاً يقف على أعلام الإعلام في فترات التجربة بكلّ طزاجة الحرف والكتاب، لينقل بسيسو أنّ مكتبةً له، فيها من النفيس والعلوم الشريفة الكثير، مثلما له بقايا مكتبة في الشّام؛ وكان بادره الوزير بسؤاله عن كتبه و(الجاليري) ، وهو جاليري أغلقه بعد أن ودّعت زوجته الدّنيا، وقد كان يؤمّه ناسٌ ويسعد به ناس عرفوا ذائقة بسيسو في اقتنائه 900 لوحة، وتوافره على أكثر من ألفي كتاب.